إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن النار أعدها الله للذين كفروا يقول تعالى مخاطبا لأهل مكة من مشركي قريش ، ومن دان بدينهم من عبدة الأصنام والأوثان :(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ( 98 ) لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ( 99 ) لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ( 100 ) إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ( 101 ) لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ( 102 ) لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ( 103الانبياء
يقول بن كثير
وقال ابن عباس أيضا : ( حصب جهنم ) بمعنى : شجر جهنم . وفي رواية قال : ( حصب جهنم ) يعني : حطب جهنم ، بالزنجية .
وقال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة : حطبها . وهي كذلك في قراءة علي وعائشة - رضي الله عنهما .
وقال الضحاك : ( حصب جهنم ) أي : ما يرمى به فيها .
وكذا قال غيره . والجميع قريب .
يقول القرطبي
قال ابن عباس : آية لا يسألني الناس عنها ! لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها ، أو جهلوها فلا يسألون عنها ؛ فقيل : وما هي ؟ قال : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لما أنزلت شق على كفار قريش ، وقالوا : شتم آلهتنا ، وأتوا ابن الزبعرى وأخبروه ، فقال : لو حضرته لرددت عليه . قالوا : وما كنت تقول ؟ قال : كنت أقول له : هذا المسيح تعبده النصارى و اليهود تعبد عزيرا أفهما من حصب جهنم ؟ فعجبت قريش من مقالته ، ورأوا أن محمدا قد خصم ؛ فأنزل الله تعالى وقال ابن عباس أيضا : ( حصب جهنم ) بمعنى : شجر جهنم . وفي رواية قال : ( حصب جهنم ) يعني : حطب جهنم ، بالزنجية .
وقال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة : حطبها . وهي كذلك في قراءة علي وعائشة - رضي الله عنهما .
وقال الضحاك : (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون وفيه نزل ولما ضرب ابن مريم مثلا يعني ابن الزبعرى إذا قومك منه يصدون بكسر الصاد ؛ أي يضجون
قال بن كثير
وقوله : ( أنتم لها واردون ) أي : داخلون .
( لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها ) يعني : لو كانت هذه الأصنام والأنداد التي اتخذتموها من دون الله آلهة صحيحة لما وردوا النار ، ولما دخلوها ، ( وكل فيها خالدون ) أي : العابدون ومعبوداتهم ، كلهم فيها خالدون ، ( لهم فيها زفير ) ، كما قال : ( لهم فيها زفير وشهيق ) [هود : 106 ] ، والزفير : خروج أنفاسهم ، والشهيق : ولوج أنفاسهم ، ( وهم فيها لا يسمعون )
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عمار ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبيه ، عن الجريري ، عن أبي عثمان : ( لا يسمعون حسيسها ) ، قال : حيات على الصراط تلسعهم ، فإذا لسعتهم قال : حس حس
وقيل حسيسها حريقها في الأجساد
جاء في كتاب زاد الميسر
وفي المراد " بالحسنى " قولان : أحدهما : الجنة ، قاله ابن عباس وعكرمة . والثاني : السعادة ، قاله ابن زيد .
قوله تعالى : " أولئك عنها " ; أي : عن جهنم ، وقد تقدم ذكرها . " مبعدون " والبعد : طول المسافة ، والحسيس : الصوت تسمعه من الشيء إذا مر قريبا منك . قال ابن عباس : لا يسمع أهل الجنة حسيس أهل النار إذا نزلوا منازلهم من الجنة .
قوله تعالى : " لا يحزنهم الفزع الأكبر " وقرأ أبو رزين ، وقتادة ، [ ص: 394 ] وابن أبي عبلة ، وابن محيصن ، وأبو جعفر الشيزري عنالكسائي : ( لا يحزنهم ) بضم الياء وكسر الزاي .
وفي الفزع الأكبر أربعة أقوال :
أحدها : أنه النفخة الآخرة ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبهذه النفخة يقوم الناس من قبورهم ، ويدل على صحة هذا الوجه قوله تعالى: "وتتلقاهم الملائكة " .
والثاني : أنه إطباق النار على أهلها ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك .
والثالث : أنه ذبح الموت بين الجنة والنار ، وهو مروي عن ابن عباس أيضا ، وبه قال ابن جريج .
والرابع : أنه حين يؤمر بالعبد إلى النار ، قاله الحسن البصري .
وفي مكان تلقي الملائكة لهم قولان :
أحدهما : إذا قاموا من قبورهم ، قاله مقاتل . والثاني : على أبواب الجنة ، قاله ابن السائب .
قوله تعالى : " هذا يومكم " فيه إضمار : يقولون ، هذا يومكم " الذي كنتم توعدون " فيه الجنة .
فاللهم باعد بيننا وبين النار كما باعدت بين المشرق والمغرب
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أقول وبالله التوفيق
بأن النار أعدها الله للذين كفروا يقول تعالى مخاطبا لأهل مكة من مشركي قريش ، ومن دان بدينهم من عبدة الأصنام والأوثان :(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ( 98 ) لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ( 99 ) لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون ( 100 ) إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ( 101 ) لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون ( 102 ) لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ( 103الانبياء
يقول بن كثير
وقال ابن عباس أيضا : ( حصب جهنم ) بمعنى : شجر جهنم . وفي رواية قال : ( حصب جهنم ) يعني : حطب جهنم ، بالزنجية .
وقال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة : حطبها . وهي كذلك في قراءة علي وعائشة - رضي الله عنهما .
وقال الضحاك : ( حصب جهنم ) أي : ما يرمى به فيها .
وكذا قال غيره . والجميع قريب .
يقول القرطبي
قال ابن عباس : آية لا يسألني الناس عنها ! لا أدري أعرفوها فلم يسألوا عنها ، أو جهلوها فلا يسألون عنها ؛ فقيل : وما هي ؟ قال : إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون لما أنزلت شق على كفار قريش ، وقالوا : شتم آلهتنا ، وأتوا ابن الزبعرى وأخبروه ، فقال : لو حضرته لرددت عليه . قالوا : وما كنت تقول ؟ قال : كنت أقول له : هذا المسيح تعبده النصارى و اليهود تعبد عزيرا أفهما من حصب جهنم ؟ فعجبت قريش من مقالته ، ورأوا أن محمدا قد خصم ؛ فأنزل الله تعالى وقال ابن عباس أيضا : ( حصب جهنم ) بمعنى : شجر جهنم . وفي رواية قال : ( حصب جهنم ) يعني : حطب جهنم ، بالزنجية .
وقال مجاهد ، وعكرمة ، وقتادة : حطبها . وهي كذلك في قراءة علي وعائشة - رضي الله عنهما .
وقال الضحاك : (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون وفيه نزل ولما ضرب ابن مريم مثلا يعني ابن الزبعرى إذا قومك منه يصدون بكسر الصاد ؛ أي يضجون
قال بن كثير
وقوله : ( أنتم لها واردون ) أي : داخلون .
( لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها ) يعني : لو كانت هذه الأصنام والأنداد التي اتخذتموها من دون الله آلهة صحيحة لما وردوا النار ، ولما دخلوها ، ( وكل فيها خالدون ) أي : العابدون ومعبوداتهم ، كلهم فيها خالدون ، ( لهم فيها زفير ) ، كما قال : ( لهم فيها زفير وشهيق ) [هود : 106 ] ، والزفير : خروج أنفاسهم ، والشهيق : ولوج أنفاسهم ، ( وهم فيها لا يسمعون )
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عمار ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن أبيه ، عن الجريري ، عن أبي عثمان : ( لا يسمعون حسيسها ) ، قال : حيات على الصراط تلسعهم ، فإذا لسعتهم قال : حس حس
وقيل حسيسها حريقها في الأجساد
جاء في كتاب زاد الميسر
وفي المراد " بالحسنى " قولان : أحدهما : الجنة ، قاله ابن عباس وعكرمة . والثاني : السعادة ، قاله ابن زيد .
قوله تعالى : " أولئك عنها " ; أي : عن جهنم ، وقد تقدم ذكرها . " مبعدون " والبعد : طول المسافة ، والحسيس : الصوت تسمعه من الشيء إذا مر قريبا منك . قال ابن عباس : لا يسمع أهل الجنة حسيس أهل النار إذا نزلوا منازلهم من الجنة .
قوله تعالى : " لا يحزنهم الفزع الأكبر " وقرأ أبو رزين ، وقتادة ، [ ص: 394 ] وابن أبي عبلة ، وابن محيصن ، وأبو جعفر الشيزري عنالكسائي : ( لا يحزنهم ) بضم الياء وكسر الزاي .
وفي الفزع الأكبر أربعة أقوال :
أحدها : أنه النفخة الآخرة ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبهذه النفخة يقوم الناس من قبورهم ، ويدل على صحة هذا الوجه قوله تعالى: "وتتلقاهم الملائكة " .
والثاني : أنه إطباق النار على أهلها ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك .
والثالث : أنه ذبح الموت بين الجنة والنار ، وهو مروي عن ابن عباس أيضا ، وبه قال ابن جريج .
والرابع : أنه حين يؤمر بالعبد إلى النار ، قاله الحسن البصري .
وفي مكان تلقي الملائكة لهم قولان :
أحدهما : إذا قاموا من قبورهم ، قاله مقاتل . والثاني : على أبواب الجنة ، قاله ابن السائب .
قوله تعالى : " هذا يومكم " فيه إضمار : يقولون ، هذا يومكم " الذي كنتم توعدون " فيه الجنة .
فاللهم باعد بيننا وبين النار كما باعدت بين المشرق والمغرب
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
mc nabulsy- عضو نشيط
- الجنس :
عدد المساهمات : 19
الابراج :
رد: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص تقديري واحترامي
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لك خالص تقديري واحترامي
نورالدين خلف- احلى ادارةعضو قمرالكوامل منذ 10 سنوات
- المديرون
- الجنس :
عدد المساهمات : 169
الابراج :
مواضيع مماثلة
» اسم الله تعالى الديّان
» الله نور السماوات و الأرض
» كيف تدرك رحمة الله
» اللجوء الى الله في الشدةِ والرخاء
» ثلاثة عوائق تمنعك من القرب من الله
» الله نور السماوات و الأرض
» كيف تدرك رحمة الله
» اللجوء الى الله في الشدةِ والرخاء
» ثلاثة عوائق تمنعك من القرب من الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى